إذاعة مصر

Tuesday, August 01, 2006

فـــــــــــــن الواو


فن الواو فن شعري شــــــــــعبى قولى سماعى وليس كتابياً إذ أن الكتابة تكشف كل الحيل الصوتية الناتجة عن الجناس الكامل فى قوافـــــــــــيه وعندئذ تنحل كل مغاليقه فيفقد كثيراً من روعته وبهائــه
كفن شعبى أصيل . ويعتبر فن الواو أحد اشكال الزجل وهو ينســـــــــب إلى شاعر قنائى ( من قنا )
هـــــــــــــــــــــــــو أحــــــــــــــــمــــــــــــــــــد بـــــــــــــــــــــــــــــــــن
عـــــــــــــــروس
والسؤال الذى يلح على اذهاننا لماذا يسمى بفن الواو ؟

حيث أن فن الواو فن قول وسماع لأن الذين ابتدعوه كانوا لا يقرءون ولا يكتبون ولكنهم يعتمدون
على السماع مما جعلهم سريعى البديهة أقويــــاء الملاحظة فكان الشاعر ابن عروس عندما يلقى
بالمربع على الأسماع ينتظر قليلاً لكى يفك المستمعون مغاليق المربع ثم يستــــــــــأنف بقوله
وقال الشاعر فكثرت واوات العطف هذه فأصبحت لزمة لابد أن تقال وصارت سمه مميزة
لهذا الشكل من القول ثم اسماً يتسمى بــــــــه ... فــــــــــــــن الــــــــــــــــــــــــــــواو
اما لماذا كان يقـــــول وقــــــال الشــــــــــا عــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر
دون ذكر اسمه فذلك حتى لا يقع تحت طائلة العـــــــــقاب من السلطة الغاشمة

قنــــــــــــــأ وفــــــــن الـــــــــــــــــــــواو
اشــــــــــــــتهرت قــــــــــــــــــنا دون غيرها بفن الواو لأنها كانت منذ الفتح العربى الإســــــــــلامى
لمــــــــــــصر محط الرحال لقبائل عربية نازحة من شبه الجـــــــــــــــــــزيرة الــعربية ممــــــــــــا
أدى إلى ظهور أثر اللهجــــــات العربية على اللسان القـــــــــــــــــــــــنائي فجـــــــــعله أقرب إلى
العربية من غيره من حيث المـــــــــــــــــــــــفردة وطريقة نطقها فكان لابد وأن تتـــــأثر طرائق
القول الشعرى بالفنون القولية الواردة ومنها شكل القـصيدة العربية التى كلنت سمة أساسية منها

خصائص فن الواو
يعتنى فن الواو بالمشاركة الوجدانية بين الـــــــمبدع والمتلقى
يعتبر قالباً قولياً محدد الهوية صارم الملامح ســـــــــــــــهل التناول
يعتنى بالوزن والقافية ويتميز بقصر الجمل وعمق المــــــــــــــــــعنى
يعتبر أرضية خصبة لاستيعاب القص الملحمى ( الســـــــــــرة الهلالية )
شكل من أشكال التعبير القولى اليومى فى صعـــــيــــد مصـــــــــــــــــر
قصير لا يحتل زمناً صالح لحمل معلومة كاملة مفيدة بين اربــــــــــع شطرات
يطلق عليه اسم المربع حيث يعتمد على نظام الشطرات الأربع الــــــــــتى تكون
بيتين شعريين بحيث تتحد قافية الشطرة الأولى بقافية الشـــــــــــــــــــــطرة الثالثة
وقافية الشطــــــرة الثانية بقافية الشطرة الــــــــــــــــــــــــــــــرابعـــــة على الأعــــم
ويعتمد على التجنيس المغرق أحياناً فى التعمية نظراً لنطق كل قافيتــــــين متحدتين بنفس
الكيفية حينئذٍ يلتبس المعنى على السامع إلا إذا كان السامع مدرباً على سماع هذا اللون من القول
وعلى هــــــــذا فإن التــجـــنــــيس يقتضى تظــــــــــــــهيراً أى كـــــشفاً لمغـــــالـيــــقـــــــــــــه
فالشاعر يــــقـــــــول
تلات بنات كلمونـــــى عذولى راح قال لأبوهم

ليهم نهود كاللمونــــــى يا بخت من قلبوهــــــم

أمـــــا أبوأمــــــــــــــــــل ( صاحب المدونة) فيقول
الدنيا مـــــــــــرة كالسم هم وضيق فى الـ معايش
شارب يوماتى كاس سم عايش حياتى وما عايش

بقى أن نؤكد على أن هذا الفن صعيدى مائة فى المائة فكل الذين أبدعوا فيه صــــــــــــــــــــعايدة شحط محط
وسأتناول هذا الفن من زوايا مختلفة فيما بعد وسأعرض بعض ابداعات المـــــــــــــــــــعاصرين والأقدمين

المـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــصدر / مجلة الشعر العدد 82 أبريل 96 الشاعر الأستاذ / عبد الستار سليم
أبو أمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل